جواهر الأسرار
المُنزل
من قلم
حضرة بهآء الله
شهر العلم 160 بديع
تشرين الثّاني 2003م
من منشورات دار النّشر البهائيّة في البرازيل
مقدّمة(*)
استُهلّت فترةُ مكوث حضرة بهاء الله منفيّاً في العراق، لعِقدٍ من الزّمن، بظروف صعبة للغاية انحدرت فيها مقدّرات الدّعوة البابيّة إلى أدنى مستوياتها. بيدَ أنّ تلك الفترة قد شهدت أيضاً التّبلورَ التّدريجيّ للقوى المعنويّة الكامنة فيها، والّتي بلغت ذروتَها مع إعلان حضرة بهاء الله لرسالته العالميّة سنة 1863م. فأثناء تلك الأعوام العشرة، ومن مدينة بغداد بالتّحديد، تلألأ – على حدّ تعبير حضرة وليّ أمر الله شوقي أفندي – “القوّة والمجد والسّناء، موجةً بعد موجة، فأخصبت من جديد ذلك الدّين المتهالك [البابيّ] من حيث لا يُحتسَب، وانتشله من وهدة الغموض والنّسيان. ومنها فاضت، ليلَ
أ
نهار، وبقوّة متزايدة، أولى فيوضات الظّهور الّذي قُدّر له أن يفوق ظهور حضرة الباب في مداه وقوّته الدّافعة، وفي ضخامة كتبه وتنوّعها“.(1)
كان من جملة بواكير تلك الفيوضات النّازلة من قلم العزّة لوحٌ مسهبٌ بالعربيّة يُعرف ﺑ“جواهر الأسرار”، تضمّن موضوعات تمّ تفصيلها كذلك بالفارسيّة – من خلال شئون النّزول المتنوّعة – في كلٍّ من الوديان السّبعة وكتاب الإيقان؛ وهما الأثران الخالدان اللّذان وصف حضرة وليّ أمر الله الأوّل بأنّه أعظم أثر عرفانيّ لحضرة بهاء الله، كما وصف الثّاني بأنّه كتابه الأبرز في العقائد. ويُمثّل لوح جواهر الأسرار واحداً من تلك “الألواح العربيّة” الّتي أشار إليها كتاب الإيقان.(2)
تُعتبر فكرة “التّبديل أو التّحوّل” من الموضوعات المحوريّة الّتي يشير إليها حضرة بهاء الله في هذا اللّوح المبارك، وهي تعني رجعة الموعود في ثوب بشريّ يختلف عمّا كان متوقّعاً. وقد ذكر حضرة بهاء الله ذلك في ملاحظة تمهيديّة كتبها فوق الأسطر الافتتاحيّة للمخطوطة الأصليّة بقوله العزيز:
“كُتبت هذه الرّسالة إجابةً لسائل كان قد استفسر عن كيفيّة تحوّل المهديّ الموعود إلى عليّ محمّد [اسم حضرة الباب]. فاستُغلّت هذه المناسبة الّتي وفّرها هذا السّؤال لبيانِ
ب
طائفةٍ من الموضوعات، جميعها نافعٌ ومفيدٌ للسّالكين والواصلين لو أنتم بفطرة الله تنظرون“.
أمّا السّالك، الّذي تلمّح إليه الفقرة الآنفة الذّكر، فهو السّيّد يوسف السّدهي الإصفهاني الّذي كان يقيم آنذاك في كربلاء، وكان قد عرض أسئلته على حضرة بهاء الله من خلال وسيط، ممّا أدّى إلى نزول لوح جواهر الأسرار جواباً عنها في نفس اليوم الّذي عُرضت فيه.
هناك ثمّة موضوعات هامّة أخرى يتناولها لوح جواهر الأسرار مثل: سبب الإعراض عن الأنبياء في العصور الماضية، وخطر الفهم الحرفيّ لعبارات الكتب المنزلة، كما يفسّر معاني بعض العلامات والنّبوءات الواردة في الكتاب المقدّس (The Bible) عن ظهور المظهر الإلهيّ الجديد، ويتناول قضيّة استمرار الوحي السّماويّ، ويذكر أيضاً تلويحات ضمنيّة إلى إعلان حضرة بهاء الله الوشيك لرسالته، ويتطرّق إلى دلالات مصطلحات رمزيّة مثل يوم الحساب والبعث ولقاء الله والحياة والموت؛ ويعرض أخيراً لمراحل السّير والسّلوك الرّوحاني في “حديقة الطّلب” و“مدينة العشق والجذب” و“مدينة التّوحيد” و“حديقة الحيرة” و“مدينة الفناء” و“مدينة البقاء” حتّى ينتهي ذلك السّلوك إلى “مدينة الّتي لم يكن لها من اسمٍ ولا رسم”.
يُعتبر نشر لوح جواهر الأسرار [بالإنجليزيّة] إنجازاً
ج
لهدفٍ من أهداف مشروع السّنوات الخمس الّذي تمّ الإعلان عنه في نيسان 2001؛ ويقضي ذلك الهدف ﺑ“إثراء التّرجمات الإنجليزيّة للآثار المقدّسة”. إنّ نشرَ هذا الأثر المبارك سوف يعين القارئَ الغربيّ في تقييمه الأعمق لمرحلة في تاريخ الأمر المبارك أُفعمت بالطّاقات ووُصفت من قبل حضرة وليّ أمر الله بأنّها “الأعوام الرّبيعيّة في العهد الأبهى”. كما سيساعد المهتمّين بدراسة آثار حضرة بهاء الله المنزلة على امتلاك بصيرة ثاقبة تتمكّن من مشاهدة التّحقّق التّدريجي لما ذكرته تلك الآثار المباركة.
ملاحظة من النّاشر
تجدر الإشارة إلى أنّ نصّ لوح “جواهر الأسرار” في هذه الطّبعة يستند على نسخة بخطّ زين المقرّبين مؤرّخة في 2 صَفَر 1314ﻫ.ق. [13 تمّوز 1896م]. تكرّم المعهد الأعلى بإرسالها لتُعتمد في الطّبعة الّتي ننشرها هنا، وهي النّسخة الّتي اعتُمدت في ترجمة اللّوح إلى الإنجليزيّة. أمّا حركات الإعراب، فقد تمّ وضعُها من قِبَلِ النّاشر، ولا وجود لها في المخطوطة المشار إليها. وأخيراً، لا بُدَّ من لفت نظر القارئين إلى أنَّ تقسيم نصّ اللّوح إلى فقرات مرقّمة قد تمّ تِبْعاً للنّصّ في ترجمته الإنجليزيّة، وهذا التّقسيم غير موجود في النّصّ المُنْزَل بالعربيّة.
د
جواهر الأسرار
في معارِجِ الأسفار لمن أراد
أن يتقرّب إلى الله المقتدر الغفّار
فهنيئاً للأبرار الّذين يشربون من هذه الأنهار
1
صفحة خالية
هو العليّ الأعلى
1 يا أيّها السّالك في سُبل العدل والنّاظر إلى طلعة الفضل، قد بلغ كتابك وعرفتُ سؤالك وسمعتُ لحناتِ قلبك فِي سرادق فؤادك، إذاً قد رُفعتْ سحاب الإرادة لتمطرَ عليك من أمطار الحكمة، لتأخذ عنك كلَّ ما أخذت من قبلُ، وتقلّبك عن جهات الضّدّية إِلى مكمن الأحديّة، وتصلك إلى شريعة القدسيّة، لتشرب عنها وتستريح نفسك فيها ويسكن عطشك ويبرد فؤادك، وتكون من الّذينهم كانوا اليوم بنور الله لمهتدين.
3
2 ولو أنّي في تلك الأيّام الّتي أحاطتني كلابُ الأرض وَسَبُعُ البلاد خفيتُ في وَكْرِ سرّي، وأكون ممنوعاً عن إظهار ما أعطاني الله من بدائعِ علمه وجواهر حكمته وشئونات قدرته، ولكن مع كلّ ذلك ما أحبُّ أنْ أخيّبَ من قام لدى حرم الكبرياء ويُريد أنْ يَدْخُلَ في رَفْرَفِ البقاء، ويحبُّ أن يطير في سماء هذا البَداء في فجر القضاء. لذا أذكرُ لك بعضَ ما أكرمني الله عمّا تطيقُه النّفوس وتحمله العقول، لئلاّ يُرْفَعَ ضوضاءُ المبغضين وأعلامُ المنافقين. وأسئَلُ اللهَ بأن يؤيّدني بذلك، إذ هو أرحم الرّاحمين ومُعطي السّائلين.
3 فاعْلمْ بأنّ لجنابك ينبغي بأن تفكّر في أوّل الأمر بأنّ أمم المختلفة الّذينهم كانوا اليوم في الأرض لِمَ ما آمنوا بُرسُل الله الّذين أرسلهم الله بقدرته وأقامهم على أمره وجعلهم سراج أزليّته في مشكواة أحديّته، وبِمَ أعرضوا عنهم واختلفوا فيهم وخالفوا بهم ونازعوا معهم وحاربوا بهم، وبأيّ جهةٍ ما أقرّوا برسالتهم ولا بولايتهم، بل كفّروهم
4
وسبّوهم حتّى قتلوهم وأخرجوهم.
4 وإنّك يا أيّها الماشي في بَيداء المعرفة والسّاكنُ في سفينة الحكمة، لولا تعرف سرّ ما ذكرناه لك ما تصل إلى مراتب الإِيمان، ولستَ بموقنٍ في أمر الله ومظاهر أمره ومطالع حُكْمِهِ ومخازن وَحيه ومعادن علمه، وتكون من الّذين ما جاهدوا في أمر الله وما وجدوا رائحة الإِيمان من قُمُص الإيقان، وما بلغوا إلى معارج التّوحيد وما وصلوا إلى مدارج التّفريد في هياكل التّحميد وجواهر التّجريد.
5 فاجهدْ يا أخي في معرفة هذا المقامِ لِيُكْشَفَ الغِطاءُ عن وجه قلبك وتكون من الّذين جَعَلَ الله بصرَهم حديداً، لتشهدَ جراثيم الجبروت وتَطَّلِعَ بأسرار الملكوت ورموزات الهويّة في أراضي النّاسوت، وتَصِلَ إلى مقام الّذي ما ترى في خَلْق الرّحمن من تفاوتٍ، ولا في خَلْق السّموات والأرض من فُطُوْرٍ. (3)
6 فلمّا بلغ الأمر إلى هذا المقام الأَوْعَرِ الأعلى
5
وهذا الرّمز الخَشِن الأسنى، فاعرفْ بأنّ هؤلاء الأمم من اليهود والنّصارى لمّا ما عرفوا لحن القول، وما بلغوا إلى ما وعدهم الله في كتابه، أنكروا أمر الله وأعرضوا عن رُسُلِ الله وأنكروا حُجَجَ الله، وإنّهم لو كانوا ناظرين إلى الحجّة بنفسها وما اتّبعوا كلّ هَمَجٍ رُعاعٍ من علمائهم ورؤسائهم، لبلغوا إلى مخزن الهدى ومكمن التُّقى، وشربوا من ماء الحيّ الحَيَوان في مدينة الرّحمن وحديقة السّبحان وحقيقة الرّضوان. وإنّهم لمّا ما شهدوا الحُجّة بعيونهم الّتي خَلَقَ الله لهم بهم، وأرادوا بغير ما أراد الله لهم من فضله بَعُدوا عن رَفْرَفِ القرب ومُنِعوا عن كوثر الوصل ومنبع الفضل، وكانوا في حجبات أنفسهم ميّتين.
7 وإنّي بِحَوْلِ الله وقوّته حينئذٍ أَذكُرُ بعض ما ذكره الله في كتب القبل، وعلائمَ ظهورات الأحديّة في هياكل الأنزعيّة، لتعرف مقام الفجر في هذا الصّبح الأزليّة، وتشاهد هذه النّار المشتعلة في سِدرةٍ لا شرقيّة ولا غربيّة(4) وتفتحَ عيناك في وصولك إلى
6
مولاك، ويَمْذُقَ قلبُك من نَعْماء المكنونة في هذه الأوعية المخزونة، وتشكر الله ربّك فيما اختصّك بذلك، وجعلك من الّذينهم كانوا بلقاء ربّهم موقنون.
8 هذا صورة ما نُزّل من قبلُ في إنجيل المتّى في سِفْرِ الأوّل؛ فيه يَذْكُرُ علائمَ ظهور الّذي يأتي بعده ويقول: ﴿الويل للحَبالى والمرضعات في تلك الأيّام﴾،(5) إلى أنْ تَغَنَّ الورقاء في قطب البقاء وَيَدْلَعَ ديكُ العرش في شجرة القُصوى وسدرة المنتهى ويقول: ﴿وللوقت من بعد ضيق تلك الأيّام تُظلِم الشَّمسُ والقمرُ لا يُعطي ضوئَه، والكواكبُ تتساقط من السّماء، وقُوّاةُ الأرض تَرْتَجُّ. حينئذٍ يظهر علامةُ ابن الإنسان في السّماء، وينوح حينئذٍ كلّ قبائل الأرض، ويَرَوْنَ ابنَ الإنسان آتياً على سحاب السّماء مع قوّاةٍ ومجدٍ كبير، ويُرسل ملائكته مع صوت السّافور العظيم﴾ (6) انتهى.
9 وفي سِفْرِ الثّاني في إِنجيل المُرْقُس، فيما يتكلَّمُ حمامة القدس، فيقول بأنَّ ﴿في تلك الأيّام ضيق لم يَكُنْ مثله من البَدْوِ الَّذي خلق الله إلى الآن
7
ولا يكون﴾(7) انتهى. وبعدُ تَرِنّ بمثل ما رنَّت من قبلُ من دون تغيير ولا تبديل، وكان الله على ما أقول وكيل.
10 وفي سِفْرِ الثّالث في إنجيل اللّوقا يقول: ﴿علاماتٌ في الشَّمس والقمر والنّجوم، وتحدث على الأرض ضيق الأمم من هول صوت البحر والزّلازل وقواةُ السّماء، ويضطرب، وينظرون ابن الإنسان آتياً في السّحاب مع قوّاةٍ ومجدٍ عظيم. وإذا رأيتم هذا كلَّهُ كائناً اعلموا أنَّ ملكوت الله قد اقتربت﴾(8) انتهى.
11 وفي سِفْرِ الرّابع في إنجيل اليوحنَّا يقول: ﴿اذا جاء المُعزّي الّذي أرسله إليكم روحُ الحقّ الآتي من الحقّ، فهو يشهد لي وأنتم تشهدون﴾.(9) وفي مقامٍ آخر يقول: ﴿وإذا جاء روحُ القدس المُعزّي الّذي يُرسله ربّي باسمي، فهو يُعلّمكم كلّ شيء ويذكّركم كلَّما قلت لكم.(10) والآن فإنّي مُنطلِقٌ إلى مَن أرسلني، وليس أحدٌ منكم يسئلني إلى أين أذهب لأنّي قلتُ لكم هذا﴾.(11) وفي مقامٍ آخر يقول: ﴿إنّي
8
أقول لكم الحقَّ؛ إنَّه خيرٌ لكم أن أنطلق لأنّي إنْ لم أنطلقْ لَمْ يَأتِكُمُ المُعزّي. فإذا انطلقتُ أرسلتُه إليكم﴾،(12) ﴿فإذا جاء روح الحقّ ذاك فهو يرشدكم إلى جميع الحقّ لأنّه ليس ينطق من عنده بل يتكلّم بما يسمع ويخبركم بما يأتي﴾.(13)
12 هذا صورة ما نُزّل من قبلُ، وإنّي فوالله الّذي لا إله إلاّ هو لاختصرتُ، ولو أريد أن أذكر كلمات الأنبياء فيما نُزّل من جبروت العظمة وملكوت السّلطنة لَتُملأ الأوراق والألواح من قبل أن أصل إلى آخرها. وفي كلّ الزّبرات والمزامير والصّحائف لَموجود ومذكور بمثل ما ذكرتُ لك وألقيتُ عليك، بل أعلى وأعظم عن كلّ ما ذكرتُ وفصّلتُ. وإنّي لو أريد أن أذكر كلّما نُزّل من قبلُ لأقدر بما أعطاني الله من بدائع علمه وقدرته، ولكن اكتفيتُ بما بيّنتُ لك لئلاّ تكسِل في سَفَرك ولا تنقلب على عَقِبَيْكَ، ولئلاّ يأخذك من حزنٍ ولا كدورةٍ ولا من نَصَبٍ ولا من ذلٍّ ولا من لُغُوْبٍ.
13 إذاً فأنصفْ ثمّ فكّر في تلك العبارات
9
المتعاليات، ثمّ اسئل عن الَّذين يَدَّعُوْنَ العلم من دون بيّنةٍ من عند الله ولا حُجّة من لَدُنْهُ، وغفلوا عن تلك الأيّام الّتي أشرقَت شمسُ العلم والحكمة عن أفق الألوهيّة، وتُعطي كلَّ ذي حقٍّ حقّه وكلَّ ذي قَدْرٍ مقداره ومقامه. ما يقولون في هذه الإشارات الّتي ذُهِلَتِ العقولُ عن إدراكها وحارت النّفوسُ المقدّسة عن عرفان ما سُتِرَ فيها من حكمة الله البالغة وعلم الله المودعة؟
14 إنْ يقولون هذه الكلمات من عند الله ولم يكن لها من تأويلٍ وتكون على ظاهر القول في ظاهر الظّاهر، فكيف يعترضون على هؤلاء الكفرة من أهل الكتاب؟ لأنَّهم لمّا شهدوا في كتابهم ما ذكرناه لك، وفسّروا لهم علمائُهم على ظاهر القول، لذا ما أقرّوا بالله في مظاهر التَّوحيد ومطالع التَّفريد وهياكل التَّجريد، وما آمنوا بهم وما أطاعوهم، لأنّهم ما شهدوا بأن تظلمَ الشَّمس وتساقطَ الكواكب من السّماء على وجه الأرض، وتنزلنّ الملائكة على ظاهر الهيكل على الأرض، لذا اعترضوا على النّبيّين
10
والمرسَلين. بل لمّا وجدوهم مخالفاً لدينهم وشرائعهم وردوا عليهم ما أستحيي أن أذكر لك من الكذب والجنون والكفر والضّلال. فأرجع البصرَ في القرآن لتجد كلَّ ذلك وتكون فيه من العارفين. ومن يومئذٍ إلى حينئذٍ ينتظرون هذه الفئةُ ظهورات ما عرفوا من علمائهم وأيقنوا من فقهائهم، ويقولون: متى تظهر هذه العلامات إنّا حينئذ لآمنون. ولو كان الأمر كذلك، كيف أنتم تَدْحَضُوْنَ حُجّتهم وتُبطلون برهانَهم وتحتجّون بهم في أمر دينهم وما عرفوا من كتبهم وسمعوا من صناديدهم؟